Skip to main content

Posts

Showing posts from May, 2017

" قل آمنت بالله ثم استقم"

بسم الله، مؤخرا بسبب التوجه العام في اﻹعلام بكل أشكاله..واﻹعلام الديني بشكل خاص..وأسلوب تعليمنا..ثم أسلوب كلام الناس..بقى فيه توجه كدة أن الواحد يبقى "محايد" وهو بيفكر في دينه...اللي هو "بيفكر"..بيتعامل مع الدين ويكأنه فلسفة مثلا.. فيجي يسمع حكم شرعي..يبقى همه اﻷول..يطلع من الحكم ده المقصد الشرعي كأول شيء..ويكأنه عالم بقى وفاهم اللي فيها..بس حتى لو نفترض عالم..الفكرة في التعامل مع الدين كحاجة فلسفية للوهلة اﻷولى.. فبدل ما نتناقش في إيه حكم كذا..ولو ده حكمه فعلا "سمعنا وأطعنا".. بقى النقاش على أن هو ليه ربنا يحكم بكذا..يترى فين الحكمة..وأه يمكن عشان كذا أو كذا..طيب والله لطيف الدين ده كويس وسبحان الله يعني..وممكن بعد نقاش عقلي كامل..ميعملش بالحكم أساسا واﻷدهى..أن ممكن ينشغل بالمعنى الفكر "إن صح وجوده" ﻷحكام شرعية كتير..وينشغل عن عمل أبسط اﻷحكام الشرعية.. فتلاقي واحدة مش محجبة أصلا ولا مجوزة..وبتتناقش فقضية فقهية مثلا هل الراجل ينفع يجوز أكتر من واحدة ولا لا دينيا..طيب بعيدا عن أن ده نقاش فقهي عايز ناس بتاعة فقه..نفترض يع

الفرح بالله

بسم الله، تخيل لو طلبت حاجة من حد..وراح الحد ده فضل يتأفف ويكشر طول ما هو بيعملها وبيعملها بتقصير فظيع واللي هو الجو ده..تخيل رد فعلك هيكون إيه؟ بشكل شخصي .."مش عايزة حاجة من وشك" هو ده بيبقى رد فعلي. من أجمل اﻷحاديث عن الصيام ..حديث قدسي ربنا ذكر فيه " الصومُ لي وأنا أَجزي به" ..متخيل العبادة كبيرة أزاي؟ لدرجة أنها تتقال أنها "لله"...دون عن عبادات أخرى..وأن حسابها عند ربنا بشكل مختلف عن باقي اﻷعمال..اللي هو حاجة كدة بتعلي من شأنك بشكل غير طبيعي.. فتخيل نفس العمل اللي ربنا قال عليه كدة ..الناس مضيعة يومها في : أنها تأفف منه..تألس عليه (مع أن تعظيم شعائر الله من الحاجات اﻷساسية مفروض يعني) ..أو تتعامل حتى معه بمجرد تملل..أو تظبط نومها فتنام النهارد كله كله وتفوت صلوات..أو حتى لو هتصحى كل صلاة وتنام..زي اللي مجبر يعدي وقت حبس عقوبة ولا حاجة والله هو العزيز يعني! من رحمته نأمل أنه لا يحبط صومنا اللي بالشكل ده.. بس بالمنطق فيه حاجة غلط..فيه حاجة مينفعش خالص.. مش أحنا اللي فرحانين وبنكرر الحديث اللي بيقول: " إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ

الخاتمة

يا من عزم على السفر إلى الله والدار الآخرة، قد رُفع لك  علم فشمر إليه فقد أمكن التشمير، واجعل سيرك بين مطالعة منته ومشاهدة عيب النفس والعمل والتقصير، فما أبقى مشهد النعمة والذنب للعارف من حسنة يقول: هذه منجيتي من عذاب السعير، ما المعول إلا على عفوه ومغفرته فكل أحد إليهما فقير، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لي، أنا المذنب المسكين وأنت الرحيم الغفور. ما تساوى أعمالك _لو سلمت مما يبطلها_ أدنى نعمة من نعمه عليك، وأنت مرتهن بشكرها من حين أرسل بها إليك، فهل رعيتها بالله حق رعايتها وهى في تصريفك وطوع يديك؟ فتعلق بحبل الرجاء وادخل من باب التوبة والعمل الصالح، (إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)[فاطر:30] ،نهج للعبد طريق النجاة وفتح له أبوابها، وعرفه طرق تحصيل السعادة وأعطاه أسبابها، وحذره من وبال معصيته وأشهده على نفسه وعلى غيره شؤمها وعقابها، وقال: إن أطعتَ فبفضلى وأنا أشكر، وإن عصيت فبقضائى وأنا أغفر، (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ )[فاطر:34]. أزاح عن العبد العلل، وأمره أن يستعيذ به من العجز والكسل، ووعده أن يشكر له القليل من العمل، ويغفر له الكثير من الزلل، (إِنَّ رَبَّنَا لَغَ

تقبل اﻷلم..

كنت خلال الشهر اللي فات..قريت مقالة أروى الطويل عن ابنها الله يرحمه أيوب..وأتفرجت على محاضرة أولات أحمال وقريت مقالة ﻹحلام مصطفى . ويحصل أن التلاتة يكونوا بيدوروا على نقطة واحدة..وهي فكرة عدم تقبل اﻷلم والاستسهال المبالغ فيه في حياتنا..اللي بيأدي لصعوبتها. لما ركزت مع الفكرة دي شوية في دماغي..لقيت أن إلى حد كبير الموضوع ده مظبوط...وأن الموضوع زايد عن الحد عندنا. أي قرار بيتاخد بيتطلب الحركة..والتعب...بل بيتطلب مخاطرة كبيرة جدا. المخاطرة دي..مش طبيعي نعتبرها كبيرة..ﻷنها طبيعية وصحية! واللي بيحصل أن الناس ممكن بتقرر بنفسها متقررش حاجات كتير..خوف أو استسهال أحيانا. بس يعني زي القول بيقول "الناس من خوف الذل في ذل ومن خوف الفقر في فقر"..فبنتعب بتتعب زيادة برده فنبدأ مثلا بأولات أحمال..الدورة كانت عن الحمل وكدة..وبدأت بسؤال لطيف جدا.. "هو الحمل حاجة أقرب للعافية ولا المرض؟" وببساطة ومن غير أي لخبطة..واضح جدا أن لو لا قدر الله واحدة غير قادرة على الحمل من اﻷساس..ده حرمان من نعمة كبيرة جدا..ربنا يعافينا وإياكم..وأن هو اللي حاجة مرضية.. وكملت المحاضرة بأن الحمل ..مرح

مفسدات القلب الخمسة

للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله اعلم أن القلب يسير إلى الله عز وجل، والدار الآخرة، ويكشف عن طريق الحق ونهجه، وآفات النفس، والعمل، وقطاع الطريق؛ بنوره وحياته وقوته، وصحته وعزمه، وسلامة سمعه وبصره، وغيبة الشواغل والقواطع عنه. وهذه الخمسة تطفئ نوره، وتعور عين بصيرته، وتثقل سمعه إن لم تَصُمه وتُبْكِمَه، وتضعف قواه كلها، وتوهن صحته، وتفتِّر عزيمته، وتوقف همته، وتنكسه إلى وراءه، ومن لا شعور له بهذا فميت القلب، وما لجرح بميت إيلام، فهي عائقة له عن نبل كماله، قاطعه له عن الوصول إلى ما خلق له، وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول إليه. فإنه لا نعيم له ولا لذة، ولا ابتهاج، ولا كمال؛ إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى . وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة. وقال بعض العارفين : إنه ليمر بالقلب أوقات أقول : إن كان أ

أَخْلاقِ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لا يُرِيدُ بِهِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ

للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللهُ : فَأَمَّا مَنْ قَرَأُ الْقُرْآنَ لِلدُّنْيَا وَلأَبْنَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مِنْ أَخْلاقِهِ : أَنْ يَكُونَ حَافِظَاً لِحُرُوفِ الْقُرْآنِ ، مُضَيِّعَاً لِحُدُودِهِ ، مُتَعَظِّمَاً فِي نَفْسِهِ ، مُتَكَبِّرَاً عَلَى غَيْرِهِ . قَدْ اتَّخَذَ الْقُرْآنَ بِضَاعَةً يَتَأَكَّلُ بِهِ الأَغْنِيَاءَ ، وَيَسْتَقْضِي بِهِ الْحَوَائِجَ ، يُعَظِّمُ أَبْنَاءَ الدُّنْيَا ، وَيُحَقِّرُ الْفُقَرَاءَ ، إِنْ عَلَّمَ الْغَنِيَ رَفَقَ بِهِ طَمْعَاً فِي دُنْيَاهُ ، وَإِنْ عَلَّمَ الْفَقِيرَ زَجَرَهُ وَعَنَّفَهُ ، لأَنَّهُ لا دُنْيَا لَهُ يَطْمَعُ فِيهَا ، يَسْتَخْدِمُ بِهِ الْفُقَرَاءَ ، وَيَتِيهُ بِهِ عَلَى الأَغْنِيَاءِ ، إِنْ كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ لِلْمُلُوكِ ، وَيُصَلِّي بِهِمْ طَمْعَاً فِي دُنْيَاهُمْ ، وَإِنْ سَأَلَهُ الْفُقَرَاءُ الصَّلاةَ بِهِمْ ثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، لِقِلَّةِ الدُّنْيَا فِي أَيْدِيهِمْ ، إِنَّمَا طَلَبُهُ الدُّنْيَا حَيْثَ كَانَتْ رَبَضَ عِنْدَهَا .

كيف تتلو القرآن حق التلاوة؟

للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت 360) قال الله عز وجل: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [ البقرة: 121] قيل في التفسير : يعملون به حق عمله (1) . فينبغي لمن أحب أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصته، وممن وعده الله من الفضل العظيم أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، ويتأدب بآداب القرآن، ويتخلق بأخلاق شريفة، تَبِينُ به عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن. فأول ما ينبغي له : أن يستعمل تقوى الله عز وجل في السر والعلانية، باستعمال الورع في مطعمه، ومشربه، وملبسه، ومكسبه، ويكون بصيرا بزمانه وفساد أهله، فهو يحذرهم على دينه، مقبلا على شأنه، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره، حافظاً للسانه، مميزا لكلامه. إن تكلم: تكلم بعلم، إذا رأى الكلام صوابا. وإذا سكت: سكت بعلم، إذا كان السكوت صوابا. قليل الخوض فيما لا يعنيه، يخاف من لسانه أشد مما يخاف من عدوه، يحبس لسانه كحبسه لعدوه؛ ليأمن من شره وسوء عاقبته، قليل الضحك فيما يضحك فيه الناس، لسوء عاقبة الضحك، إن سُر بشيء مما يوافق الحق تبسم، يكره المزاح خوفا من ا