بسم الله،
مؤخرا بسبب التوجه العام في اﻹعلام بكل أشكاله..واﻹعلام الديني بشكل خاص..وأسلوب تعليمنا..ثم أسلوب كلام الناس..بقى فيه توجه كدة أن الواحد يبقى "محايد" وهو بيفكر في دينه...اللي هو "بيفكر"..بيتعامل مع الدين ويكأنه فلسفة مثلا..
فيجي يسمع حكم شرعي..يبقى همه اﻷول..يطلع من الحكم ده المقصد الشرعي كأول شيء..ويكأنه عالم بقى وفاهم اللي فيها..بس حتى لو نفترض عالم..الفكرة في التعامل مع الدين كحاجة فلسفية للوهلة اﻷولى..
فبدل ما نتناقش في إيه حكم كذا..ولو ده حكمه فعلا "سمعنا وأطعنا"..
بقى النقاش على أن هو ليه ربنا يحكم بكذا..يترى فين الحكمة..وأه يمكن عشان كذا أو كذا..طيب والله لطيف الدين ده كويس وسبحان الله يعني..وممكن بعد نقاش عقلي كامل..ميعملش بالحكم أساسا
واﻷدهى..أن ممكن ينشغل بالمعنى الفكر "إن صح وجوده" ﻷحكام شرعية كتير..وينشغل عن عمل أبسط اﻷحكام الشرعية..
فتلاقي واحدة مش محجبة أصلا ولا مجوزة..وبتتناقش فقضية فقهية مثلا هل الراجل ينفع يجوز أكتر من واحدة ولا لا دينيا..طيب بعيدا عن أن ده نقاش فقهي عايز ناس بتاعة فقه..نفترض يعني طلع يجوز أو لا يجوز في اﻷخر..هتفرق في إيه؟ مش مجوزة أساسا..خايفة مين يجوز عليكي دلوقتي؟ مش اﻷولى ..كان يبقى اجتهاد في الفروض اللي تخصنا في الوقت ده مثلا؟ ولا ننشغل بنقاشات في غير فقهنا ولا ينبني عليها عمل شخصي مختلف؟
ولنفترض طلع أن في الدين فيه حاجة لا يرضى بها القلب..ولكنها من عند الله..هنكفر مثلا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله..
اﻹيمان بيكون مرحلة مرحلة..ومينفعش يتعكس
أنت بتؤمن بأن لا إله إلا الله..تمام؟ أمنت بها..بتؤمن أن الله أرسل أنبياء ورسل وأن الغيب حق وإن لم نراه؟ وش أمنت بذلك..تمام؟ ..نيجي على اللي بعده أن الرسول عليه الصلاة والسلام رسول مرسل..تمام؟ ..بعدين أن القرآن حق وكله كلام الله سبحانه وتعالى ونؤمن به ككتاب منزل من عند الله ..ومش بنشك في كلمة منه..لله الحمد..تمام؟
خلاص خلصت..لقيت بقى حكم شرعي مفروض تتبعه (أو غيرك يتبعه) وله من أهل العلم السند وما هو أعلم به منا..فين المشكلة..ليه بترجع عقلك لهل لا إله إلا الله؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
الموضوع عامل زي لو ماما بتعملي الغداء كل يوم وأنا متأكدة مليون في المية أنها مامتي..بس لما تيجي تشد عليا في حاجة أنا مش عايزاها مثلا أو تقولي كلام أنا مش مدركاه..ولا عاملة على الغداء أكل مش بحبه
أقوم أفضل بليل أفكر يا ترى دي مامتي ولا جيبني من على مسجد؟ ويا ترى لو دي مامتي..
جو "مقارنة اﻷديان"..والحيادية ..الباحث عن الحقيقة والجو اللي طلع من ناس مفروض هي اللي كانت بتعمل دعوة ..في وجهة نظري فاكس جدا. حضرتك مش بدور على الحقيقة..الحمد لله..
" وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"
فمش محتاج كل ما تسمع حاجة في الدين من فقه أو أحداث في الغيب أو أي حاجة..تفتكر أن عقلك ده محيط بالعالم وما فيه وأن أنت محتاج بشكل عقلي محايد تقرر أن كان الكلام ده سليم ولا لا ..
لو أنت في فترة غير مقتنع فيها بالدين؟ ماشي..بس أبدأ من مرحلة مرحلة..مدخلش فكرة أن الغداء النهاردة مش عجبك بأن كانت مامتك ولا لا ..ﻷن ملهاش علاقة. نهائي!
لو أنت مؤمن بالمراحل خطوة خطوة..مفيش داعي للمحايدة..مضيعش عمرك وأنت مش واقف مع الحق بقوة يعني.
الدين لو كان بالعقل بس..كان هيبقى لا حاجة للأنبياء وكانت هتكون حجة أن عقلك كافي كافية عليك لحسابك..أنما الدين في أصله "وحي"..وحي من عند الله..فلما تصدق بأن اللي وصلك ده الحق من عند الله..الجدال فيه..بقى أشبه بجدال إما بني إسرائيل اللي كانوا يجدلوا في الحكم لحد ما يصعب عليهم..يإما جدال من ألحد..وربنا يحفظنا من الاتنين..
أما السؤال للعلم والمعرفة بعد العلم للزيادة والتثبيت ده نقطة تانية خالص ومش دي اللي البوست بيكلم عليها يعني
أخيرا ملخص الصفة اللي أقصد نتخلص منها على قد ما نقدر..هي في الوصف ده:
"النسبية: فمن اتبع هذا الدين، عليه أن يعتقد أنه ليس الحق المطلق، وإنما هو وسيلة لعبادة الخالق لا تخالف في جوهرها غيرها من الوسائل. فالأديان كلها حق في ذاتها، ولا وجه لإبطال شيء منها، أو الحكم بضلال متبعيه!"[1]
..
واللي هو ده شبه عدم تصديق بدين الله..ﻷن فيه فرق شاسع بين دين بيدعوك لدعوة لدين الحق..وﻷن أهي دنيا وزي ما تيجي تيجي! المهم عايشين بنأكل ونتفسح والدنيا زي الفل.
– “القولبة” أي سهولة التشكل في قالب البلد، والتشبع بخصائص المجتمع الذي يوجد فيه. ولذلك يحدثوننا مثلا عن الإسلام الفرنسي والإسلام المغربي، دون أن يكون لهذه النسبة مسوّغ معرفي واضح.
– الفردية: أي انحسار التأثير إلى أصغر دائرة ممكنة، وانحصاره في دائرة التعبد النسكي الشخصي، وعدم الانشغال بأي شيء هو من قبيل الشأن العام! وهذه حقيقة العلمانية – كما لا يخفى.
– “السلموية”: وهو اصطلاح خاص أصوغه مخالفا قواعد العربية، لأعبّر به عن النزعة السلمية في غير موضعها. فالإسلام دين سلم حين يكون السلم محمودا، أما حين تتسلط على الأمة جميع مظاهر الظلم والقهر السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي، فإن التباهي بالدعوة إلى السلم – لغير ضرورة – “سلموية” مذمومة. هم يريدون إسلاما “منزوع المخالب”، ليس فيه أي مظهر للعزة وإباء الضيم واستعلاء المؤمن بإيمانه.
– النسبية: فمن اتبع هذا الدين، عليه أن يعتقد أنه ليس الحق المطلق، وإنما هو وسيلة لعبادة الخالق لا تخالف في جوهرها غيرها من الوسائل. فالأديان كلها حق في ذاتها، ولا وجه لإبطال شيء منها، أو الحكم بضلال متبعيه!
-البشير عصام المراكشي
Comments
Post a Comment